كتابة الطالبة: روان أحمد شراحيلي
تعد منطقة نجران من المناطق الغنية بالتراث والتاريخ في جنوب المملكة العربية السعودية ، حيث تضم العديد من المعالم الأثرية التي تعكس حياة الأجداد وطرازهم المعماري الفريد ، ومن أبرز هذه المعالم قصر الإمارة التاريخي .
يقع القصر في وسط المدينة القديمة بنجران في حي أبا السعود التاريخي على مساحة تقدر بحوالي 6,252 متر مربع وقد تم بناء القصر عام 1363 بأمر من الأمير تركي بن ماضي.
يعد القصر من أشهر المباني التراثية بمنطقة نجران ، ومن أهم المباني في المنطقة الجنوبية بالسعودية .
وكان قديماً مقر الإمارة وبعض الإدارات الحكومية .
القصر مصمم على شكل قلعة ذات أسوار عالية أقيمت في أركانه الأربعة أبراج دائرية للمراقبة. ويوجد به مسجد وبئر قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام.
القصر مبني من الطين اللبن والقش وسعف النخيل في حين تم بناء الجزء السفلي منه باللبن المحروق والجزء العلوى بالحجارة .
ويتكون القصر من حوالي 60 غرفة ومسجد واحد . وتوجد في الطابق الأرضي من القصر غرف خصصت لمقر الإمارة ومجلس خاص للأمير وغرف استقبال الضيوف ، أما السكن الخاص فيتكون من 17 غرفة وستة مستودعات ، كما يضم مبنى منفصل لسكن الوكيل ومبنى للأخوياء مكون من 12 غرفة كما يوجد في الوسط بئر قديم مطوية بالحجارة .
وأما الطابق العلوي فتوجد به أربعة أبراج دائرية في الأركان للمراقبة والحراسة كما يوجد مبنى للمبرقات والبريد .
أخلي القصر عام 1387هـ وانتقلت فيه إمارة نجران لمقرها الجديد، حيث أن القصر لم يصمد فسقط بعض من أسقفه وبعض من مبانيه حتى تمكنت وزارة التربية والتعليم وزارة المعارف في حينها في عام 1406هـ من إعادة ترميمه مرة أخرى وبوضعه الذي بني عليه حتى بات رمزا لتراث الماضي وأصالته .
في عام 1429هـ، أعادت الهيئة العامة للسياحة والآثار ترميم قصر الإمارة بشكل كامل بنفس المواد الأولية التي بني بها، وعملت أمانة منطقة نجران على إنشاء ساحة أمامية واسعة أمام القصر وتحسين وتجميل تلك الساحة، وأصبح بذلك المقر الأبرز في حي «أبا السعود» لإقامة كل الفعاليات التراثية والشعبية مثل مهرجان "كلنا نحب التراث" الذي يُقام برعاية إمارة منطقة نجران وتنظيم الهيئة العامة للسياحة والآثار ، ويعد الآن وجهة مهمة لزوار منطقة نجران والسياح القادمين من داخل المملكة وخارجها .