فيد التاريخية .. حيث كانت القوافل والحضارات

منذ 11 شهر

كاتب المقال: مشاري صنهات الشامان

 

فيد، اسم يرنو في الأذهان بقصصٍ وحضارات تعود إلى عصورٍ قديمة، حيث كانت شاهدة على تاريخ تجاريٍ وحضاريٍّ نشطٍ، فهي ليست مجرد مدينةٍ أثريةٍ، بل هي متحفٌ يحكي قصةً طويلةً من الزمن. تقع فيد في منطقة حائل، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية

تتميز فيد بموقعها على طريق الحج القديم، "درب زبيدة"، مما جعلها محطةً رئيسيةً للقوافل التجارية والحجاج القادمين إلى مكة المكرمة. وهذا الموقع المميز جعلها تشهد ازدهاراً كبيراً، وتتحول إلى مركزٍ تجاريٍّ وثقافيٍّ مهمٍ في تلك الفترة التاريخية.

ويعتبر قصر خراش من أبرز المعالم الأثرية في فيد، وهو عبارة عن بناءٍ ضخمٍ شيد من الحجارة السوداء، يشهد هذا الصرح على أهمية فيد، ودوره في حماية القوافل التجارية.

تتميز فيد بوجود شبكة من الآبار والقنوات التي كانت تزود المدينة بالمياه، مما ساهم في استمرار الحياة فيها على مر العصور. هذه الشبكة المائية تعتبر شاهداً على مدى تقدم الحضارة التي كانت سائدة في تلك المنطقة.

وتحتوي جبال فيد على العديد من النقوش الصخرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي توثق حياة الإنسان القديم في المنطقة. هذه النقوش تعتبر كنوزاً أثريةً، وتوفر معلومات قيمة عن الحضارات التي عاشت في هذه المنطقة قبل آلاف السنين.

في الوقت الحالي، تعتبر فيد وجهة سياحية مهمة، حيث يأتي الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بجمال الطبيعة والآثار، والتعرف على تاريخ المنطقة. كما تجري العديد من الدراسات العلمية في فيد بهدف الكشف عن المزيد من أسرارها وحضارتها.

مدينة فيد هي أكثر من مجرد موقع أثري، فهي قصة حضارة تمتد عبر آلاف السنين. إن زيارة فيد هي رحلة إلى الماضي، رحلة لاستكشاف جذورنا وتقدير إرثنا الحضاري.
دعونا نساهم جميعاً في التحدث عن هذا التراث العريق، وننقله إلى الأجيال القادمة ليكونوا فخورين به.